حفلات التوقيع على الطريقة الغربية

[b]اشرب الشاى يا حلو

--------------------------------------------------------------------------------

حفلات التوقيع على الطريقة الغربية.. هل تكفي لترويج الكتب؟
انتشرت في مصر خلال العامين الأخيرين

مع ظهور عدد من المكتبات الخاصة التي تقدم القراءة مصحوبة بكوب الشاي، أو ما أسماه البعض الثقافة على الطريقة الأجنبية، بدأت تنتشر بشكل مواز ظاهرة حفلات التوقيع للكتاب. ورغم عراقة بعض دور النشر في مصر إلا أنها لم تلتفت إلى هذا إلا مؤخراً، مثلما فعلت دار الشروق عندما بدأت تقيم حفلات توقيع، غير إن الأمر ظل مرتبطا في أذهان الكثيرين بمكتبتي «ديوان»، و«آفاق» الخاصتين، اللتين تقدمان نوعاً جديداً من الدعاية للكتب التي تبيعها عن طريق حفلات التوقيع. النظرة المستغربة من الوسط الثقافي في بداية الأمر لهذه الحفلات تحولت إلى نظرة متسائلة حول صناعة هذه الحفلات في مصر، ففي حين يعتبرها البعض نوعا مبتكرا من الدعاية، والتكريم أيضاً، يعتبرها آخرون على أنها مجاملة للكاتب أكثر منها اهتمام بالإصدار نفسه، ونوع من التسول لأن معظم الذين يشترون الكتب الموقعة لا يقرأونها بل يفعلون ذلك بداعي المجاملة. فحفلات التوقيع، في نظرهم، تبيع لقارئ وهمي.

الشاعر المصري حسن طلب، الذي أقامت له دار «آفاق» حفل توقيع عن آخر دواوينه، يقول عن هذه الظاهرة: «هذه هي أول حفل توقيع لي، ولم أكن صاحب الفكرة، أصحابي هم من دبروا هذه «المؤامرة» أو هذه الحفلة لي، وكنت أنظر إليها على اعتبار أنها تقليعة أو عادة جديدة طرأت على حياتنا الثقافية والأدبية، ولكن اكتشفت أن لها مزايا كثيرة، وجوانب إيجابية عديدة».
المزايا التي اكتشفها حسن طلب في حفلات التوقيع هي «تلك الصلة الشفافة بين القارئ والمبدع التي تبدو أكثر في حفلات التوقيع، وتزداد معها، إذ تدفع القارئ للتفتيش عن كاتبه المفضل. وتوفر حفلات التوقيع أيضاً فرصة للأدباء للتعارف إلى بعضهم البعض، وكذلك تعرف القراء إليهم، وتلفت النظر إلى الأعمال الإبداعية الجديدة التي تصدر، خاصة أن هناك أعمالا كثيرة تصدر دون أن يتنبه إليها، أو يعلم بها أحد.
من المزايا أيضا التي اكتشفها طلب في حفلات التوقيع، الحوار الودي الذي يدور بين الأدباء والقراء، والصحافيين، وإن كان يقترح أن يتم التوسع في الأمر بأن يحضر نقاد الحفل لإثارة نقاش حول الكتاب خاصة إذا كان عملاً إبداعياً، ولا يتم الاكتفاء بالكلمة التي يقولها المبدع في بداية الحفل.
وحول ما أضافته له تجربة حفل التوقيع، يقول طلب: «أي تجربة جديدة أمر بها تضيف لي شيئا جديدا، وهذه التجربة أشعر أنها أضافت لي، يكفي أنني شعرت بهذا التآزر بين أدباء الجيل الواحد، ووجدت أصدقائي من الأدباء بجواري. كان يقال إن الأدباء يخاصمون بعضهم وجاءت هذه الحفلة لتثبت لي العكس، فهم الذين أقاموا حفل التوقيع لي».
وحول التواصل مع القارئ في هذه الحفلات، ومدى مساهمتها في زيادة انتشار الكتب، يقول طلب «عندما تنشر أخبار الحفل على نطاق واسع، فستجد في حفل التوقيع العديد من القراء الذين جاءوا ليشتروا الكتاب أو يتعرفوا على المؤلف وجها لوجه، وهو ما حدث في حفل توقيعي».
أما الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت، التي نظمت عدداً من حفلات التوقيع لكتبها، فتعترف بأن القارئ لم يعد موجودًا، كماً وكيفاً. وتعني بذلك «القارئَ الكلاسيكيّ الذي كان يجد كلَّ متعته بين دفتي كتاب، يدّخر المالَ والوقتَ لكي يقتني بضعةَ كتبٍ كلَّ شهر يعدها الجائزةَ التي يكافئ بها نفسه بعد عناء يومه. مات هذا القارئ ولا عزاء للكتاب».
قارئ اليوم، في رأيها، استهلاكي النزعة، فاقد الصبر وكسول، يفضّل أن يرمي جسده فوق أريكة مريحة أمام التلفزيون كقطعة إسفنج لا خيار لها ولا إرادة. وقد انعكس هذا على حياتنا الثقافية، فقارئ الأدبِ هو منتجُه، بمعنى أن الكتّابَ يقرأون بعضهم بعضًا، والدليل أن حَضور حفلات التوقيع هذه معظمهم من الأدباء، كما تقول.
وحول جدوى هذه الحفلات للكاتب، ترى فاطمة ناعوت أن مثل هذه الحفلات تزوّده بالدليل الماديّ على غياب القارئ، غير أنها مع ذلك تصنع شيئا من الألفة بين الأدباء بفرحة الاجتماع حول كتاب. وتضيف «ولكي لا أكون عدمية جدا، بل أكثر موضوعية سأعترف أن ثمة قارئًا افتراضيًّا في الجوار. لا يحضر هذه الحفلات. نعرفه فقط عن طريق الرسائل الالكترونية التي تصلنا من هنا وهناك وهي في ظني نقطة الفرح الوحيدة للشاعر. أما عن مبيعات كتب الأدب بعامة والشعر بخاصة فقليلة جدا والانتصار كل الانتصارِ لكتب الفلك والطهي والشعوذة.
وتقر الشاعرة والمترجمة المصرية بأن حفلات التوقيع عادة غربية بامتياز حيث القارئ موجود بقوة. إنهم يقرأون في محطات المترو وفي الحدائق وفي السرير، وفي السوبر ماركت وهم مصطفون في طابور الانتظار أمام ماكينة دفع الفلوس، وتراهم يدفعون سلة المشتريات بأرجلهم كلما تقدم الطابور، والكتاب بأيديهم».
ويرى مصطفى الشيخ مدير مكتبة «آفاق»، إحدى المكتبات الجديدة التي تنظم حفلات توقيع، أن فكرة التوقيع تأتي كمحاولة لترويج الكتاب، وتعويد القارئ على أن يلتقي بالكاتب وجها لوجه، كما انه من الجميل بالنسبة للقارئ أن يحتفظ بكتاب عليه توقيع كاتبه المفضل. إنه تقليد جديد، معمول به في كل من أوروبا وأميركا بشكل كبير، ونحاول أن نرسخه في مصر.
ويتم اختيار الكتب التي تقوم آفاق بعمل حفل توقيع لها، كما يقول مصطفى الشيخ حسب أهميتها، وحداثة إصدارها. ويضيف: «لا تختار آفاق بالضرورة الكتب التي تصدر عنها فقط لعمل حفلات توقيع لها. فقد نظمت حفلات لكتب صدرت من دور نشر أخرى مثل «ميريت وشرقيات وسنابل والشروق». وبحسب مصطفى الشيخ، بعض الكتب يرشحها بعض الأصدقاء، وبعض الكتب نرى أنها جيدة، وبعض الكتب يرسلها مؤلفوها الذين يطلبون تنظيم حفلات توقيع لها.
وينفي الشيخ أن يكون كل الكتاب الذين نظمت لهم «آفاق» حفلات توقيع هم من الكتاب المعروفين، ويقول: «أقمنا حفلات لكتاب جدد مثل بهاء عبد المجيد على روايتيه الأخيرتين «النوم مع الغرباء»، و«جبل الزينة».
لكن هل تزيد فعلا حفلات التوقيع من مبيعات الكتب؟ يجيب مصطفى الشيخ بأن الواقع الثقافي في مصر الآن مترد، ومتجمد منذ فترة، فلو اكتسبنا قارئا جديدا في كل حفل توقيع، فهذا سيقود إلى التراكم. نحن لا نطالب بالتغيير في يوم واحد، نحن ندرك أننا نعيش واقعا اقتصاديا وثقافيا مترديا، لو اكتسبنا قارئا جديدا، فنحن لا شك على أول الطريق الصحيح».
شهيرة أمين مديرة مكتبة ديوان التي تنظم أيضا حفلات توقيع، تقول إن المكتبة تنظم حفلات للكتب التي يرى مسؤولو المكتبة أنها هامة، وتضيف «هناك مجموعة تحدد لنا، وترشح لنا أهم الكتب التي صدرت وتستحق أن نقدم لها حفلات توقيع».
وبحسب شهيرة أمين، فالدار تقوم بإعلام الكاتب، وفي حالة الموافقة فهي تقوم بالإعلان عن ذلك في الصحف ولدى روادها الكثيرين الذين يأتونها بشكل دوري للشراء، أو للقراءة أثناء تناول الشاي، وهي ترى أن حفلات التوقيع تساهم في عملية الترويج للكتب والتعارف بين القارئ والكاتب.

[b][size=24]اتمنى ان يصلنى ردودكم فى هذا [/b]الموضوع(موناااااااااااااااليزااااااا)[/[/b]size]

موضوع متميز كالعاده

حفلات التوقيع على الطريقة الغربية 183109

حفلات التوقيع على الطريقة الغربية 254623